التعريف بشهداء المنطقة

المجاهد الراحل '' عبد الكريم سويسي''


      المجاهد المرحوم عبد الكريم سويسي، ولد بتاريخ 10 أوت 1935م، ببلدية عنابة، ابن الشريف وباجي حنيفة،

      وفي بداية حياته تربى وسط عائلته المحترمة التي كانت قاطنة في أحسن سكن بمدينة عنابة وأثناء مرحلة التعليم زاول الدراسة في مدرسة فرنسية بمسقط رأسه وتمكن من الحصول على مستوى عالي باللغة الفرنسية ، وفي زهرة شبابه ناضل في حركة انتصار الحريات الديمقراطية التي نالت الاعتماد من طرف الإدارة الاستعمارية سنة 1946م وذلك بعد المجازر الشعبية الفاجعة المقترفة في مظاهرات الثامن ماي 1945م، الأليمة التي حصدت أرواح المواطنين الأبرياء بوابل من الرصاص قوات الاحتلال الدخيلة مخلفة أكوام من الضحايا والجرحى مرمية فوق أرصفة مدن قالمة وخراطة وسطيف وبذلك أصبح الشاب عبد الكريم سويسي متأثرا وحاملا موجة من الغضب والاستنكار دفعته إلى النضال في صفوف حركة انتصار الحريات الديمقراطية في مدينة عنابة وضواحيها، وظل ينشط رفقة زملائه من بينهم المناضل بن مصطفى بن عودة الذين شاركوا في عدة لقاءات سرية و خفي عن العدو وخارجة عن مراقبته وهذا لشرح وتفهيم المبادرات النضالية الشاقة سعيا وتمهيدا لاندلاع ثورة مسلحة مناهضة لاحتلال استيطاني دام مدة طويلة في الجزائر، وعلى إثر الممارسات النضالية وقع الشاب عبد الكريم في قبضة العدو بتهمة اخفاء في منزله أدوات الكتابة، وبعد خروجه من السجن استأنف نشاطه النضالي خارج الوطن حيث تولى عضو قيادي بفدرالية فرنسا وظل قائدا نشيطا مع إخوانه القادة عمر بوداود وطربوش وعبد الرحمن قيراس إلى غاية 1962،

      وفي عهد الاستقلال تقلد المجاهد عبد الكريم سويسي عدة مهام في الحزب والدولة من بينها محافظ في جبهة التحرير الوطني بعنابة وعضو اللجنة المركزية في الجزائر وانتخب نائبا في البرلمان الجزائري وعين سفيرا معتمدا لدى جمهورية كوبا وفي سنة 1982م، شغل منصب لجنة الشبيبة والرياضة في الجزائر وأمين عام لمنظمة المجاهدين ،

      وعندما أصبح متقاعدا أصابته أمراض مستعصية العلاج وفي يوم 08 جانفي 2005م، انتقل إلى رحمة الله وغاب عن الأنظار نائما في مثواه الأخير تاركا عائلته وأسرته الكريمة في حالة حازنة قلوبهم متألمة وعيونهم باكية، ولكنه خلف بصماته النضالية وآثاره الثورية راسخة في أعماق الأجيال المتعاقبة على مدى مراحل الحياة