التعريف بشهداء المنطقة

المجاهد الراحل'' خطاش الطيب''


      المجاهد المرحوم خطاش الطيب ولد بتاريخ 05 نوفمبر 1923م، ببلدية شطايبي، ابن علي وداودي فايزة وفي مرحلة طفولته عاش وتربى بأحضان عائلته المحترمة التي كانت مقيمة في قرية تكوش شطايبي حاليا، حيث كانت محافظة على الهوية الوطنية و منتهجة العادات و التقاليد الموروثة عن الأجيال السابقة ومقتدية بأوامر الله عز وجل ومبتعدة عن نواهيه وتحصل على مستحقاها الضرورية من العمل اليومي وزاول تعليمه الابتدائي بالفرنسية وتوقف عن مواصلة الدراسة لظروف عائلته المنهارة،

      وأثناء مرحلة شبابه اشتغل في عدة خدمات ومارس مهنة التجارة وبعد وفاة أبيه تكفل بمسؤولية عائلته لأنه الأكبر سنا من أشقائه وقام برعاية أسرته وحمايتها من قسوة الفقر ومرارة المجاعة التي كانت تحصد أرواح المواطنين في أوقات مبكرة من حياتهم، الناجمة عن همجية العدو الذي اغتصب البلاد ونزع حرية العباد ونهب الثروات الوطنية بقوة السلاح وإزهاق الأرواح، وأثناء هذه الوضعية الاستعمارية المتأزمة أصبح ربا لعائلة متواضعة أنجبت عددا من أبنائها وفي مطلع الخمسينات انخرط في هياكل حركة الانتصار للحريات الديمقراطية التي استخلفت حزب الشعب الجزائري المنحل وشارك في عدة لقاءات سرية واجتماعات خفية جمعته مع عدد من مناضلي الحركة الوطنية في أماكن بعيدة عن أنظار العدو ومعزولة عن مراقبته ومن خلال مشاركته في هذه المهام النضالية أصبح متشبعا بأفكار ثورية رائدة ومشحونا بروح وطنية واعية دفعته إلى التجنيد في صفوف الثورة التحريرية المجيدة منذ انفجارها وذلك في ناحية جبال الايدوغ تحت إشراف المجاهد العقيد بن مصطفى بن عودة المدعو عمار

      وفي بداية العمليات الثورية شارك المجاهد خطاش الطيب في عملية جمع الأسلحة المدنية من عند المواطنين وخزنها في مخابئ سعيا واستعداد لتسليح جنود جيش التحرير الوطني،

      تولى المجاهد خطاش الطيب مسؤولية الاتصال بمناضلي جبهة التحرير الوطني بمدينة عنابة وأثناء قيامه بهذه المهمة الثورية وقع في قبضة العدو حيث تعرض للتعذيب ورغم ذلك لم يبح بأسرار النظام الثوري وامتثل أمام محكمة استعمارية وأصدر عليه حكم الاعدام ثم حولوه من السجون الجزائرية إلى سجون أخرى بفرنسا حيث بقي أسيرا إلى غاية 23 أفريل 1962م، وتم الإفراج عليه وذلك بعد اتفاقية وقف القتال،

      وفي مراحل الاستقلال الوطني تقد عدة مسؤوليات في الحزب والدولة من بينها كان عضو بمكتب محافظة حزب جبهة التحرير الوطني بولاية عنابة، ثم تولى رئاسة المجلس الشعبي لبلدية شطايبي، ولاية عنابة،

      وذلك في الفترة الممتدة من سنة 1971م، إلى أواخر سنة 1984م، ثم صار متقاعدا وأصيب بأمراض مزمنة ألزمته الفراش والتي تسببت في وفاته يوم 06 سبتمبر 2003 تاركا بصماته الوطنية وأعماله النضالية وآثاره الثورية راسخة في أعماق الجماهير الشعبية على مدى الحياة،