التعريف بشهداء المنطقة

الشهيد ريزي عمر


      من مواليد 15 جويلية 1929 في بلدية عنابة نشأ بين أحضان عائلته المحترمة التي كانت محافظة على عاداتها وتقاليدها الوطنية والدينية وكانت ساكنة بدشرة سيدي عيسى قرب مدينة عنابة وزاول الدراسة الابتدائية باللغة الفرنسية ونال شهادة التعليم الابتدائي ثم توقف عن مواصلة الدراسة لظروفه الاجتماعية المتدنية واشتغل في خدمة الحقول الفلاحية للحصول على المتطلبات الضرورية لحياة أسرته الفقيرة ومن خلال إتصالاته بمناضلي حركة الانتصار للحريات الديمقراطية الممتدة عن حزب الشعب الجزائري المنحل، انخرط الشاب ريزي عمر في هياكل هذه الحركة الوطنية وذلك في بداية الخمسينيات وناضل في صفوفها في مدينة عنابة وضواحيها ومارس المهام النضالية تحت إشراف المجاهد عثمان راشدي أحمد المدعو سي الطيب رحمه الله، ساهم المناضل ريزي عمر في تحسيس وتوعية المواطنين وبث في نفوسهم حب الوطن وحثهم على الالتزام بالتضحية و الاستشهاد في ميدان الشرف من أجل انقاذ البلاد وتحرير العباد واسترجاع السيادة الوطنية المغتصبة من طرف أبشع استعمار في العالم.

      وبعد قيامه بمساعي نضالية معتبرة أصبح الشاب ريزي عمر متشبعا بروح وطنية واعية ومتسلحا بإرادة ربانية مستجابة دفعته إلى الالتحاق بصفوف جيش التحرير منذ بداية الثورة سنة 1955 بناحية جبل إيدوغ وبقيادة بن مصطفى بن عودة المدعو عمار بن عودة العضو القيادي في منطقة الشمال القسنطيني وتولى المجاهد ريزي عمر مسؤولية شراء مختلف التموينات من ملابس وأدوية ومواد غذائية والقيام بنقلها الى مراكز جيش التحرير الوطني في جبال ناحية ايدوغ وأيضا شارك في هجومات 20 أوت 1955 ، هذه الهجومات التي كشفت القناع عن أهداف الثورة ومكنتها من الانتشار عبر التراب الوطني وأصبح من بين المجاهدين الأكثر رقابة من طرف أعوان العدو وفي بداية سنة 1962 عندما كان مغادرا عائلته القاطنة في حي الميناديا بمدينة عنابة وكان راكبا في سيارة وأثناء مروره بحاجز لقوات الاحتلال كشف أمره ووقع في قبضة العدو وكان سجينا في سجن مدينة عنابة وفي صبيحة يوم 28 فيفري 1962 قبل توقيف القتال بمدة أسبوعين امتثل أمام محكمة عنابة وأصدر عليه حكما بمدة 20 سنة نافذة وعندما نطق القاضي بهذا الحكم ابتسم الأسير ريزي عمر قائلا إذا كانت فرنسا ستبقى 20 سنة في الجزائر أهلا وسهلا بهذا الحكم وأثناء خروجه من المحكمة مكبل اليدين ، حصدته نيران أسلحة أفراد العدو من أعضاء منظمة الجيش السري (O.A.S) وعلى إثر هذه الطلقات النارية فاز المجاهد بالشهادة في ميدان الشرف وانتهت حياته حافلة بأعمال نضالية وتضحيات بطولية وأثار ثورية ولكنه سوف يبقى عند ربه خالدا وحيا في ذاكرة الشعوب و الأجيال المتعاقبة.