التعريف بشهداء المنطقة

الشهيدة كعبار عذرة


      ولدت في 25 ديسمبر 1939 بمدينة عنابة من أسرة ميسورة الحال، نشأت وترعرعت بين أحضان أسرتها على حب الوطن بحي شعبي كان يسمى(كلون رندان) سابقا، نهج (بيردو) كعبار عذرة حاليا، زاولت دراستها بمسقط رأسها (مدرسة كارنو) ابن باديس حاليا إلى أن تحصلت على الشهادة الإبتدائية وعمرها يناهز أربعة عشرة سنة، إنتقلت إلى الثانوية التقنية – الشعبة التجارية - حيث تلقت دروسا خاصة في التجارة والاقتصاد السياسي والحقوق، كانت الشهيدة تتمتع ببعد النظر وحرص شديد للدفاع عن القضية الوطنية، كما شاركت بكل قواها في إضراب الطلبة حيث تعرضت لعقوبة الطرد من المؤسسة التعليمية، عملت بمستشفى إبن رشد والضربان (حاليا) كممرضة.

      بدأ نشاطها في جبهة التحرير الوطني كمناضلة نشطة بجمع الأدوية وأدوات التمريض لفائدة المجاهدين منذ 1958، كما قامت بتمريض ومعالجة المجاهدين وذلك بالإتصال مع الشهيد زمور أحمد المدعو ميمي الذي سقط بميدان الشرف في معركة الجسر الأبيض في أكتوبر 1958، وهذا بمشاركة إبنة عمها ساسية إلى أن إكتشف نشاطها من طرف إدارة المستشفى والشرطة حيث تم القبض عليها وأودعت السجن المدني بعنابة من سنة 1959 إلى 1960، بعد خروجها من السجن إتصلت بخلية جبهة التحرير الوطني التي كان يرأسها الشهيد بغدادي بوحمرة، حيث جعلت من منزلها مركزا لإيواء المجاهدين وجمع القنابل والمتفجرات، وكانت أيضا مكلفة بالإشراف على خلية نسويه مهمتها التموين، التمويل، إنجاز الأعمال وكذلك التوعية والتحسيس وصفوف المواطنين، كما شاركت الشهيدة في مظاهرات 11 ديسمبر 1960 بمدينة عنابة مشاركة فعالة، بعدها لجأت إلى منطقة الدرعان على إثر ملاحقة الشرطة المستمرة لها.

      بتاريخ 27 مارس 1961 وقع إشتباك عنيف بمنطقة " بير حنش" (برج السمار) شاركت فيه الشهيدة برفقة الشهيد غربي عيسى أبدت فيه شجاعة وبطولة قل نظيرها رغم مطالبة العدو لها بالإستسلام إلا أنها رفضت ذلك وفضلت الإستشهاد من جراء الجروح البليغة التي أصابتها.