التعريف بشهداء المنطقة

الشهيد بالرحال مختار
تاريخ ميلاده في 01 أكتوبر 1925 ببلدية عين أم الرخاء ولاية عنابة، و هذه البلدية التي تعتبر مسقط رأسه بعد إسترجاع الحرية و الإستقلال سميت بإسمه تمجيدا وعرفانا لتضحياته البطولية و لقد كانت تسكن عائلته في بيت جدرانه من الخشب و سقفه من نبات البردي مع أخويه صدوق المدعو الصادق وأحمد، و زاول تعليمه الإبتدائي بالفرنسية غير أنه توقف عن مواصلة الدراسة لظروفه المادية المتدنية و كذلك نظام الإحتلال الفرنسي الذي كان يحرم أبناء الوطن من مواصلة الدراسة في الأطوار النهائية و أثناء شبابه إشتغل في مهنة الزراعة وأثناء الحرب العالمية الثانية تهيكل الشهيد برحال مختار في صفوف حزب الشعب الجزائري وساهم في توعية المواطنين وخروجهم من دائرة ظلمات الجهل السائدة في المجتمع الجزائري آنذاك وقد شهد مجازر الثامن ماي 1945 الأليمة التي إقترفتها قوات الإحتلال الفرنسية في حق المواطنين العزل الذين شاركوا في مظاهرات سلمية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية،و بقى الشهيد برحال مختار متأثرا من ضخامة الجرائم الوحشية و إستمر نضاله في حركة الإنتصار للحريات الديمقراطية المنبثقة عن حزب الشعب الجزائري المنحل من طرف سلطات الإحتلال ،و في هذا المجال أشرف الشهيد برحال مختار على تكوين خلايا من المناضلين في بلدية عين أم الرخاء و البلديات المجاورة لها كما أشرف على عدة لقاءات و إجتماعات سرية ضمت عددا كبيرا من مناضلي الحركة الوطنية في أماكن خفية و بعيدة عن أنظار العدو و أثناء قيامه بهذه المهام النضالية تعرض الشهيد إلى عدة إعتقالات و مضايقات عدوانية رفقة زملائه المناضلين وعلى الرغم من ذلك واصل مهامه النضالية و في سنة 1953 ترشح الشهيد برحال مختار في الإنتخابات المحلية لبلدية عين أم الرخاء و فاز فيها بالأغلبية المطلقة، مما سمحت بتوليه مسؤولية نائب ثاني في مجلس البلدية و بقي قائما بالنشاط النضالي و نشر مفاهيم الوعي الثوري في أوساط الجماهير الشعبية و ذلك سعيا و إستعدادا لخوض غمار معركة الكفاح المسلح .
نظم الشهيد برحال مختار مجموعة من المناضلين الذين قاموا بمنع الأشخاص من تناول شرب الخمر في الحانات الموجودة في القرية و فعلا هؤلاء المناضلون تعرضوا إلى سبيل السكارى و انهالوا عليهم ضربا و بعد ذلك لم تتعرف السلطة الإستعمارية على منفذ هذه العملية التي أحدثت رعبا في أوساط السكان
تجند في صفوف الثورة المسلحة منذ إندلاعها و ذلك بناحية جبال إيدوغ وقالمة تحت إشراف قيادة المنطقة الثانية للشمال القسنطيني و شارك في هجومات 20 أوت 1955 التي أشرف على تخطيطها و تنظيمها قائد المنطقة الشهيد زيغود يوسف المدعو سيدي أحمد و بعد ذلك تولى الشهيد برحال مختار مسؤولية فرقة من المجاهدين التي كانت تتنقل بسرعة فائقة بين جبال إيدوغ و قالمة وفي بداية المرحلة الأولى من عمر الثورة قام الشهيد برحال مختار بجمع أسلحة مدنية و ذخيرتها من عند المواطنين و تنظيم السكان المقيمين في المناطق الريفية و تخريب و تدمير أعمدة الكهرباء و الهاتف و تهديم جسور الطرقات الرئيسية و خطوط السكة الحديدية و حرق و إتلاف مصالح المعمرين و نصب بعض الكمائن لفرق عسكرية من قوات العدو، و في سنة 1956 تولى الشهيد برحال مختار مسؤولية سياسية في ناحية جبال قالمة والعلمة أين فاز الشهيد خلال شهر سبتمبر من نفس السنة بناحية طلحة قرب مدينة قالمة و باستشهاده فقدت الثورة رجلا شجاعا مقداما في فترة كانت في حاجة ماسة إليه وإلى أمثاله المجاهدين الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة ودمائهم الزكية في سبيل استرجاع سيدة البلاد وتحرير العباد