التعريف بشهداء المنطقة

الشهيد كايل مولود
من مواليد 24 جوان 1936 ببلدية عنابة، ومنذ وجدانه على قيد الحياة عاش متمتعا بأخلاق حسنة وصحة بدنية جيدة وترعرع وسط عائلته المحترمة التي كانت مقيمة في السهل الغربي لمدينة عنابة وساكنة في منازل من البناءات البسيطة الخالية من المتطلبات المستحقة لحياة الانسان، وفي هذه الظروف المنهارة ذاقت أسرة الشهيد مرارة الحرمان وقساوة المعاناة الناجمة عن همجية العدو الذي احتل أرض البلاد وسلب حرية العباد بقوة النار وأسلحة الدمار المحرمة عالميا وزاول الشهيد التعليم في المراحل الابتدائية والمتوسطة في المدارس الفرنسية وتمكن من الحصول على مؤهلات علمية وأثناء مرحلة شبابه عمل في عدة خدمات يومية في ورشات ومستثمرات الغزاة ذو الأقدام السوداء الذين استولوا على مساحات واسعة من الأراضي الجيدة والمروية واستثمروها بسواعد أبناء الوطن الذين كانوا يعملون دون توقيت محدد ويتقاضون رواتب شهرية تافهة كأنهم محبوسين محكومين بالأشغال الشاقة حيث كانوا في كثير من الأوقات يتعرضون الى أمراض مزمنة تحصد أرواحهم في مرحلة متقدمة من الحياة ومن هذه التصرفات الوحشية والممارسات الهمجية ظل الشهيد متأثرا وحاملا أفكارا حاقدة على أفراد العدو، وفي مرحلة المساعي والاستعدادات لإندلاع ثورة مسلحة ضد قوات الاحتلال كان الشهيد مناضلا في هياكل الحركات الوطنية وشارك في مبادرات سياسية ومهام توعوية من خلال هذه النشاطات النضالية تمكن من الحصول على ثقافة وطنية واعية وأفكار ثورية راشدة أجبرته على التجنيد في صفوف الثورة منذ سنة 1956 في ناحية جبال وأرياف ايدوغ بولاية عنابة ورفقة مجموعة من المجاهدين شارك في عمليات قتالية استهدفت مواقع ومعسكرات العدو ومنشآته التنموية فكبدته خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، وفي يوم 1212 سبتمبر 1958 وقعت معركة دامية قرب مدينة قالمة دارت وقائعها بين جماعة من المقاتلين وقوات العدو التي كانت قائمة بعملية تمشيط واسع النطاق في جبال المنطقة وعلى اثر هذه المعركة المتفوق فيها العدو عددا وعدة فاز بالشهادة في ساحة القتال المجاهد كايل مولود الذي خلف بصماته النضالية وآثاره الثورية راسخة في ذاكرة المواطنين وتبقى خالدا في أذهان الأجيال المتعاقبة على مدى مراحل العصور القادمة وبتضحياته البطولية ودمائه الزكية نال مرتبة عالية في الدار الباقية رفقة شقيقه الشهيد محمد العربي وصحبة اخوانه الشهداء الأمجاد الذين بشرهم سبحانه وتعالى بالخلود في جنة النعيم فرحين بما ءاتاهم الله من فضله والله ذو الفضل العظيم.